Monday, July 14, 2014

تجربتي في المانيا - لزهراء الهدي - طالبة طب


لأجل أن يستفيد الجميع ونتعلم من ما مر به الآخرون، نطرح لكم مقال رائع جداً لزهراء الهدي، وهي طالبة إنتهت من دراسة اللغة في برلين والسنة التحضيرية في جامعة فرانكفورت وهي على مشارف الدخول في تخصصها وهو الطب البشري , فادعوا لها بالتوفيق 


تجربتي في المانيا


القرار الوحيد الذي لن أندم على اتخاذه طوال عمري هو الدراسة في ألمانيا ، بالنسبة لي كان حلمًا أن أدرس في دولة من دول أوروبا وخصوصا التخصص الذي أحلم بتحقيقه يومًا من الأيام، صحيح أنني في البداية ترددت قبل أن أتخذ هذا القرار وخصوصًا أن الدراسة باللغة الألمانية .


أحد أهم الأسباب التي جعلتني أتخذ من ألمانيا بلدًا لدراستي هو حصولي على الدعم من قبل مكتب الايديوكيشن زون وجمعية الجمري ومن اهلي الذين كانوا معي في كل خطوةٍ خطوتها بتشجيعهم الكبير، ثانيًا المستوى العالي لجامعاتها بشكل عام ولجامعات الطب بشكل خاص حيث أن الجميع يؤكدون على هذا الشي، ثالثًا هو أن تكاليف الدراسة فيها ليست كبيرة جدًا مقارنة بالدول الاوروبية الاخرى ( بريطانيا، استراليا ، بولندا، هولندا، الخ ) حيث أن تكاليف سنة اللغة تعتمد على المعهد الذي يقدم فيه الطالب وهي تتراوح بين ٦ آلاف الى ٨ آلاف يورو وأحيانا أقل من ٦ آلاف دينار بحريني إضافة إلى السكن الذي تتراوح قيمته بين ٣٠٠ الى ٤٠٠ يورو ومصاريف المعيشة التي تتراوح بين ٤٠٠ الى ٦٠٠ يورو، وجامعات ألمانيا شبه مجانية حيث تتراوح رسوم الجامعات بين ٣٠٠ الى ٤٠٠ يورو للفصل الدراسي الواحد وهذه الرسوم التي يدفعها الطالب هي في الواقع لاستخدام المواصلات العامة بواسطة بطاقة الطالب الجامعي التي يحصل عليها الطالب.


أَحْمِدُ ربي كثيرًا لأنني اتخذت هذا القرار فبعون الله تعالى اجتزت مرحلة اللغة التي لم تكن بتلك الصعوبة الهائلة التي يتكلم عنها الأغلبية.


بالنسبة لي كطالبة تعلمت اللغة الألمانية وما زالت تتعلمها، أرى أن للغة الألمانية مثل أي لغة من لغات العالم التي من الطبيعي أن تكون صعبة في البداية لأن الطالب ليس على دراية بها ولا بقواعدها وأساسياتها، ومع مرور الوقت والممارسة يكتسبها الطالب بسلاسة، وهذا لن ولم يحدث إلا بالدراسة بجد واجتهاد من البداية وبشكل منتظم وعدم الاستهتار بالدراسة خصوصا في المستويات الأولى من دراسة اللغة .

الشي الايجابي في اللغة الألمانية هو أنها قريبة من اللغة الانجليزية وهنالك كلمات ألمانية لاتحصى مثل الكلمات الانجليزية تمامًا و كلماتٌ مقاربةٌ لها، فاللغة الانجليزية تساعد الطالب المتمكن منها مساعدة كبيرة في تعلم اللغة الالمانية.

دراسة اللغة الألمانية تتضمن خمس مستويات، والمستويات الأولى هي المستويات الأهم لأنها تتضمن أساسيات اللغة

من المستوى الرابع يستطيع الطالب بشكل رسمي أن يقدم للجامعات ولكن هذا التقديم لن يكون لدراسة الطب بل للدراسة في السنة التحضيرية للطب وبعض الجامعات تقبل شهادة المستوى الثالث من اللغة، هذا يعني أن الطالب يستطيع التقديم للجامعات التي تقبل هذه الشهادة بعد انتهاءه من المستوى الثالث للغة.

إن القبول في الجامعة للسنة التحضيرية صعب بنسبة قليلة وللطب اصعب و الثاني يعتمد على عدة عوامل، أهمها المعدل النهائي الذي يتم حسابه من معدل السنة التحضيرية الذي يجب أن يكون عاليًا حيث تُأْخذ منه نسبة ٥٠٪ و معدل الشهادة الثانوية الذي يلعب دورا كبيرا في المعدل النهائي حيث تُاْخذ منه نسبة ٥٠٪

هنا ستكون المنافسة جدًا قوية على مقاعد الطب وخصوصا للأجانب لأن المقاعد محدودة، فكلما كان المعدل النهائي قوي، زادت الفرصة في الحصول على مقعد للطب.

فالطالب المتمسك بهدفه والذي يملك إرادة قوية يستطيع بعد التوفيق من رب العالمين إنجاز هذا الشي لأنه ليس مستحيلًا لكنه يحتاج جهدًا كبيرًا وجدًا وصبرًا.

وفي هذه السنة التحضيرية للطب يدرس الطالب المواد العلمية ( كيمياء، أحياء، فيزياء، رياضيات ) بالإضافة الى مادة اللغة الألمانية والدراسة تكون كلها باللغة الألمانية.
 بالنسبة لبداية السنة التحضيرية واجهت صعوبات في الدراسة لأن جميع المواد كما ذكرت بالألمانية ونمط الدراسة كان جديدًا بعض الشي ، فالآن ولله الحمد تجاوزت هذه المرحلة وتأقلمت على أسلوب الدراسة ونمطه.
هل تنصحيني بدراسة الطب في المانيا ؟ " سؤال كثير ما يُوَجَّهُ لي " في الواقع نعم لأن الدراسة فيها جدًا قوية ومبنية على أسس عميقة ولكن أي طالب يفكر في هذا الاختيار يجب أن يكون أولا صبورًا جدًا ومجدًا ولا ياخذ الأمور على عجلة ويقبل التأخر الدراسي في حال حدوثه ولا ييْأَس وأهمها أن يكون على دراية بسنوات الدراسة العشرة ( سنة اللغة + السنة التحضيرية + 6 سنوات طب مع سنتين اضافتين ناتجتين عن كثافة مواد الطب وعدم استطاعة الطالب انهاءها خلال ست سنوات ).

المانيا تتميز بطبيعتها الخلابة الجذابة التي توقع من حولها في عشقها وعدم الشعور بالملل منها.
في ألمانيا عشت جميع انواع فصول السنة وكل فصل له مميزاته الجميلة إضافة الى ذلك لجوها طابعه الخاص من الصفاء والنقاء. بعض من مميزات ألمانيا هو شبكة المواصلات العامة المنظمة بشكل دقيق جدًا من خلالها يستطيع الشخص التنقل في كل نواحي المدينة وبين المدن بكل يسر وسهولة.

نمط الحياة هناك جميل وصحي، يعتمد على الرياضة بشكل اساسي.

 يوجد في ألمانيا الكثير من العرب والأتراك وهذا الشي إيجابيٌّ جدًا لأنه بسببه أصبح الشعب الألماني على وعيٍ بالإسلام، هذا أولًا وثانيًا لأن وجودهم أتاح لنا إمكانية الحصول على الأكل الحلال من خلال المطاعم والسوبر ماركتات العربية والتركية .


بالنسبة للشعب الألماني فهو شعب مسالم، الالتزام بالوقت والمواعيد هو أهم ما يميزه وهو يمثل نوع من أنواع الاحترام لديه. فيه كما لكل شعب من العادات الحسنة والسيئة، والانسان الواعي الذي يسعى لتطوير نفسه دوما يأخذ منه العادات الحسنة ليضعها في قاموسه.




بقلم : زهراء جميل الهدي 




 إلى الصفحة الرئيسية


8 comments:

  1. زين شنو سنه لغه وسنه تحضيريه غير هي سنه واخده

    ReplyDelete
  2. ماشاءالله تبارك الرحمن اولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتورة زهراء شكراً لك على الي قدمتيه لنا وصراحةً استفدت كثيرر من كلامك وحفزني وشجعني أني ابدأ جد بموضوع الدراسة بألمانيا لاني ناوية من زمان أني ادرس فيها لكن موضوع اللغة كان مخوفني ومترددة لاني سمعت ان اللغة الالمانية تعتبر صعبة بس بعد ماقريت كلامك بتوكل على الله وابدا ادرس اللغة باذن الله.
    لكن عندي بعض الاسئلة اذا ممكن تسمحيلي، هل اللغة ممكن تكون عائق لك لاني من السعودية واذا تخرجت برجع بشتغل وامارس مهنتي في السعودية فمتخوفة كيف دراستي تكون بالالمانية وهنا مانستخدم غير اللغة العربية والانجليزية؟
    والسؤال الثاني كيف كانت تجربتك بالمعيشة كونك بنت ولوحدك بالمانيا هل الموضوع سهل وقدرتي تتأقلمي ام لا؟
    والسؤال الاخير هل الدراسة بالمانيا صعبة؟ يعني المنهج وطريقة تدريسهم مفهومة ام معقدة والشعب الالماني هل هو شعب متعاون ولا عنصري ولا يحب المساعدة ؟
    اسفة جداًًعلى الاطالة واتمنى منك الرد وشكرراا مقدماً

    ReplyDelete
  3. يعطيك العافيه شجعتيني مرة كنت مترددة بالنسبة للغة ، بس ممكن تفيديني باسم الجامعه اللي تدرسين فيها؟

    ReplyDelete
  4. شكرا لك دكنورة زهراء على مشاركتك تجربتك الجميع.........انا من العراق واريد الدراسة في المانيا لكني ارى العائق الاكبر هو كيفية الحصول على القبول حيث ان الشركات العاملة بهذا المجال كلها ضعيفة الاداء وقليل ما يثق لناس فيها لذلك ارجوا منك تزويدنا ببعض اسامي مكاتب القبول في الوطن العربي ....رجاء

    ReplyDelete
  5. يا غاليه ممكن اسما المصادر الذي كنتي تدرسي (تذاكري )منها
    ولو سمحتي نماذج اختبارات القبول في السنة التحضيرية

    ReplyDelete
  6. المقال رائع ومفيد جدًا لكل من يفكر في استكمال دراسته في الخارج! 👍👏 لقد قدمت معلومات شاملة حول تكلفة الدراسة في المانيا بشكل واضح ومفصل، مما يساعد الطلاب على التخطيط بشكل أفضل. استمر في هذا الأسلوب الرائع في تقديم المحتوى الهادف! 🚀

    ReplyDelete