Monday, July 21, 2014

مقابلة مع : نور هاشم - طالبة طب



من باب الإستفادة من تجارب الغير ، نطرح لكم مقابلة خَطية مع الطالبة نور هاشم ، وهي طالبة إنتهت من دراسة اللغة في منطقة بون و تنوي دراسة الطب بعد عُبورها السنة التحضيرية , فادعوا لها بالتوفيق 


الدراسة .. 

هل واجهت صعوبات قبل سفرك إلى ألمانيا للدراسة ؟ 

لم تكن صعوباتٍ غير اعتيادية؛ فقط رحلاتٌ متكررة للسفارة الألمانية في المنامة، كان من الممكن اختصارها لو كانت لدى المكتب المنظّم المعلومات الكافية.

 اختر الوكيل/المكتب المنظم لسفرك بدقة وتأني

هل واجهت صعوبات أثناء تعلم اللغة ؟ ( إذا نعم ، كيف إجتزتها (

بالطبع، ليتعلم الإنسان لغةً غريبة ومن الصفر تماماً دائماً ما يكون تحدياً، و طريقاً وعراً في بادئ الأمر، واللغة الألمانية، برغم إيقاعها الفريد، تشكل تحدياً خاصاً إذا ما قورنت بالإنجليزية مثلاً. ومع مرور الوقت، تعوّد سمعك على اللغة، القراءة -تحتها خطين- و الدراسة طبعاً تحدث ألفة بينك وبين اللغة الألمانية وتبدأ ترى انها رغم -غلاجتها- جميلة جداً!

ما هي مخططاتك في المستقبل ؟ 

إن شاء الله ويسّر، وبعد انقضاء السنة التحضيرية، أبدأ بدراسة الطب البشري ولمدة ست سنوات. خلال هذه السنوات أطمح بفرصة لتطوير ذاتي والانخراط في مختلف النشاطات، لا أن تكون بالضرورة ذات علاقة بتخصصي الدراسي، بل حباً في اختبار تجارب جديدة .

بعدها إن شاء الله أنوي التخصص في الجراحة، أو طب النساء والولادة؛ شتّان ما بين هذا وذاك، أعلم ولكن أمامي متسعٌ من الوقت لأرسو على الخيار المناسب بعد معرفة ما يحويه كل فرع بشكل أفضل.

كيف تدرس اللغة الألمانية ؟ 

كبداية، كان اعتمادي بالشكل الأكبر على ما نتعلمه في مدرسة اللغة، و من ثمة حلّ الواجبات المنزلية، الأمر الذي اكتشفت بعد حين عدم فاعليته.

- أولاً، التفاعل مع الآخر باللغة الألمانية، استخدام اللغة على أساسٍ يومي من أهم العوامل
- حتى لو تخبص أم الدنيا أهم شي تتكلم

- ثانياً، السيد يوتيوب هو أكثر من ساعدني، أدخل وابحث عن فيديوهات لتعليم اللغة الألمانية

- ثالثاً وأخيراً ، لا أستطيع التشديد كفايةً على أهميّة القراءة، تكسب بها مفرداتٍ ترزح في عقلك اللاواعي وأنت لا تعلم، وستفهم بعض الكلمات من سياق الفقرة ، إثراء عظيم لمفرداتك الألمانية حيث تحفظ الكلمة من خلال سياق الحديث؛ و لا تنساها
.

كيف كُنت تظنها وكيف هي اليوم ؟ (اللغة الألمانية (

كنت قد شاهدت بعض الفيديوهات التي تقارن اللغة الألمانية باللغات الأخرى، ورسمت فكرةً ببالي عن مدى عدائية اللغة، انعدام موسيقيتها، وصعوبتها الغير مسبوقة، - بس كل شي يجي بالتعود وويا الوقت- اليوم، تسألني صديقتي: شلون متحملة لغة جدي غلجة!؟ - أستغرب منها، صدقاً!
اللغة فعلاً جميلة، وما أن تعتاد عليها ستتحمس لتتعلم المزيد - وتفوشر على روحك -
صعبة؟ اي! تسهل ويا الوقت؟ واجد!
ماذا تنصح الطلاب الذين يخططون للدراسة في ألمانيا ؟
طولة البال، كخطوة في البداية مخيفة، ولا تزال مخيفة، عليك أن تؤمن بنفسك، عقلك، قدراتك، وأن تبذل ١١٠٪ من جهدك.
بالفصيح، خلي الهدف الأكبر قدام عيونك و طووول بالك، المشوار طويل وإذا ما فيك تصبر ما ينفع.

هل لازلت تشعر ببعض الخطورة حيال الدراسة في ألمانيا ؟ ولمَ ؟

بالطبع، لأن بأول سنتين لا شيء مؤكد، ولا شيء يضمن حصولك على مقعدٍ جامعي، عليك فقط بذل جهدك والتوكل على الله. و سواءً كنت -تدرس بجهد كبير، بتجيك أيام تحس إنك مو عارف تركب كلمتين على بعض- وفي نفس الوقت، ستأتيك لحظاتٌ تسأل فيها نفسك: هوّا أنا أصلي ألماني والا إيه ؟

الخطورة هي التساؤل الدائم ببالي: هل مستواي يكفي لاجتياز امتحان القبول؟ هل يكفي لاجتياز السنة التحضيرية؟ هل سيكفي لدراسة الطب؟ هل سأحصل على قبول في الوقت المناسب؟ هل سأستطيع مجاراة الطلبة الألمان في لغتهم الأم؟ كلها تساؤلات محتمٌ أن تمر ببالك، ولكنها سابقة لأوانها.. كما أسلفت، عليك ببذل أقصى ما استطعت من جهد، وتسليم أمورك بقلبٍ مطمئن لتدبير الله، هناك ستجد دائماً الأفضل.


المعيشة:

هل واجهت صعوبة في الحياة في ألمانيا كمُغترب ؟

لا شيء محدد يستحق التهويل، بعض العقبات في بادئ الأمر من حيث التواصل مع الناس - ٧٠٪ كانت لغة جسد وتأشير - شي طبيعي!
يمكن، الشيء الوحيد الذي استنزف الكثير من جهدي هو إيجاد سكنٍ مناسب خاصٍّ بي، أمرٌ استغرق ما يقارب ٣ أشهر، ولكن توّج بنتيجة مرضية، الحمدلله.

ماذا كانت مسكنات آلام الغربة في حال إنك شعرت بها ؟ 

لم أشعر بها حقيقةً، ربما طغى عليها حماسي وحلمي الأزلي للدراسة بالخارج، ربما التعايش مع حضارة وتقاليد مختلفة شعورٌ منعش حال دون ألم الغربة، وعلّ اعتمادي التام على نفسي جعلني أشعر باستقلاليةٍ لم ستكن موجودة لديّ إذ بقيت في البحرين، وربما كان السبب الأصدقاء الذين كلنوا بمثابة إخوان، فهوّنا على بعضنا.. بالتالي لم أمر ب "ألم الغربة"، أو على الأقل لا أشعر أني مررت به.
كيف تتصرف تجاه غلاء المعيشة في ألمانيا ؟ 

في بدايات رحلتك، قد تتصرف بغباء ، ولكن عندما تعتاد على أسلوب الحياة ستعلم عندها كم ، لم ، وكيف -وحق شنو تصرف!
انتقِ الأماكن الي تبيع حاجيّاتك بسعر معقول، ابحث عن الجودة بالمقام الأول، وليس "الماركة".. ولا مانع أن تدلل نفسك بين الحين والحين.
نصيحة: اسحب مبلغ معين كل شهر ولا تصرف غيره، تعرف جذي ميزانيتك صح، وحدودك وين.

بعض الأمثلة من الخبرة الحياتية التي إكتسبتها أو زادت ؟

من ناحية الاعتماد على النفس، أولاً وبديهياً اهي الدراسة واللغة، ما وراك احد يقولك ادرس، انت وضميرك! بالنسبة ليي ٧٠٪ من تعلّم لغة جديدة يعتمد عليك. انت تقارب اللغة من أي ناحية، اشكثر جهد تبذل، شنو الطرق الي تتعلم فيها، اشكثر تستخدم اللغة في حياتك. لما تعتمد على نفسك وتجرب كل هذي الأشياء ومختلف الطرق وفي النهاية تطلع ان شاء الله بنتيجة ترضيك، تقدر تقول الاعتماد على النفس.

ثانياً ،  اشغالك ومشاويرك، سواءاً كنت تدور سكن، والا جبن بوك، طالع تسجل حق إقامة والا حق دانس كلاس، شغلة انك تطلع لمدينة ما تعرفها، وبروحك، وتقضي اشغالك هم بروحك، - تسأل اذا ضعت، تستخدم خرايط، من وسيلة مواصلات لي الثانية- اهم شي ما حطيت ايدك ع خدك وقلت: انا شعرفني، او: يمكن اضيع، او: انطر اروح ويا احد احسن، اهني تعتبر قضيت شوط طويل في مشوار اعتمادك ع نفسك.

ثالثاً ، انفتاحك على الناس وشخصيتك شلون بتتغير هذا شي بتلاحظه حتماً حتماً! واجد ناس تتقوقع على روحها في وضع جدي بس انت وشطارتك. بس تصفي مخك وتعرف ان كل ناس لها طقوسها وعاداتها الخاصة وانت لازم ما تحكم عليهم، راح تجوف الجمال في الاختلاف! راح تجوف ان رغم هذا الاختلاف الشخصيات تندمج وتتوائم بشكل مش مألوف، بس رائع.

راح تتعلم ما تتشكى إلا حق الشديد القوي، والأشياء الي كنت تتشكى عليها في البيت بتجوفها صغيرة، كبرت انت وكبرت مسؤولياتك، شعور حبة مخيف.. بس لما تتخطى العقبات الي قدامك، وتتحمل مسؤوليتك بروحك، راح تكون فخور بنفسك وتعرف انك أقوى بواجد من الي انت تفكر
.
بتعرف تطبخ لأنه الجوع كافر ! مهما تكون وتخبص الدنيا بتطلع ع الأقل تعرف تفوح معكرونة.
 
الدروس والأمور الي تعلمتها حتى الآن كثيرة وأعجز عن عدها كُلها ، وبإنتظار دروس وتحديات المستقبل بكل ثقة وعزيمة !

و حالياً في النية أتعلم اسوق سيكل لأني بطة ما تعلمت واني طفلة
.



هل تعرفت على أصدقاء جُدد ؟ سواء من دولتك أو غيرها ؟

هذي كانت أكبر نعمة الله رزقني من بعد نعمة الدراسة في ألمانيا. كان وياي طالب بحريني واحد في البداية، وكلٌ قليل الكلام بطبيعته. بس الله سخر لنا صف من كل الجنسيات الي ممكن تخطر ع بالك، من السودان ومصر وسوريا، لي اليمن والعراق، لي إيران! 
مرّ الوقت وما جفنا من بعض إلا كل خير، إخوان وأخوات وأعزّ، وممكن كنت راح احس بالغربة وألمها لو ما كانوا ويايي. تعودنا على بعض وعلى طبايع بعض، اعرف اني اقدر اعتمد عليهم لو احتجت اي شي. الحلو في الغربة ان ما راح يهمك شنو جنسية الشخص الثاني، كلنا في الهوا سوا، راح تقدّر الشخص وتحبه بناءاً على شخصه فقط، شي فعلاً جميل.

ماذا كانت ردة فعل أسرتك على قرارك؟ كيف تعاملت معها؟

أهلي كانوا من أشد المعارضين لفكرة ذهابي لألمانيا، ما كنت اعرف احد سبق وسافر، ولا ليي أي معارف في البلد، والمكتب الي رحت عن طريقه كنت أول دفعة تروح منه لألمانيا.. يعني ماكو خبرة ابداً.

و مع إن أمي لانت ويا الوقت واقتنعت، كان إقناع أبويي جداً صعب. كان رافض "لأسباب أنا أعلم بها" على حد قوله.
بس ثبتت على موقفي، وشرحت له شلون ان هذا مستقبلي والقرار المفروض يكون راجع لي في المقام الأول.
قال لي تتحملين نتيجة هالقرار لو شنو كانت؟ والحمدلله الله قدرني وتحملت
.

الخلاصة، لأي درجة كانوا أهلك معارضين في البداية، ولو كان موقفهم رفض قاطع، حاول! مرة ومرتين وعشر " لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"

مستقبلك وانت - ابخص فيه- من اي احد غيرك. اهلك في النهاية يبون مصلحتك وسعادتك، صح اخذت المسألة وقت بس اهلي جافوا بعد فترة الي اني جفت من البداية؛ قراري كان في محلّه
.
والحمدلله بعد ما وصلت ألمانيا وبعد مشوار ٩ شهور ، تيقنت ان هذا على الارجح افضل قرار اتخذته في حياتي.
في النهاية، أتمنى كلامي فاد اياً كان ولو بالشيء البسيط، او كان الدفعة الي محتاجها اياً كان عشان يخطي الخطوة باتجاه ألمانيا.
وايد ناس قبل ذهابي حبطوني و أرهبوني من فكرة الدراسة في ألمانيا، وتتنوع الحجج متل ما تُريدون.

البعض قالوا ان الألمان شعب "نزر"، وبعض آخر قالوا دراسة ألف سنة ! وآخرون قالوا لغة ما تتقارب، و قالوا معيشة ولا أغلى و حجج لين باجر. بس لما جيت عرفت شلون كل هالتصورات والأفكار غلط. الشعب مسالم وفي حاله، والسنين اذا عندك استعداد تتحملها ما تفرق، واللغة تجي بالممارسة، والمعيشة كل واحد وشطارته. لما انت تعقد النية صفي بالك من كل السلبيات و keep your eyes on the prize.

الناس دايماً تحب تجوف السلبيات في المقام الأول، ما تطالع ان الشهادة الألمانية معترف فيها عالمياً ومن أقوى الشهادات مع نظام جامعي مجاني او ياخذ رسوم رمزية، ما تجوف ان فرصة حق الإنسان يعتمد على نفسه ويحمل مسؤوليته، ما تفكر ان تعلم لغة جديدة ميزة مش الكل يقدر ليها.

في النهاية حكم تفكيرك واختار صح.. عقلك براسَك تعرف خلاصك!

وأدعوا لكم بكل التوفيق والنجاح في مستقبلكم الدراسي مهما كان الطريق المُختار.


- نور هاشم


 إلى الصفحة الرئيسية

No comments:

Post a Comment